القاهرة

من يدعو إلى ( تهميش دور الجيش ) لم يقرأ التاريخ جيدا"، أما من يدعو إلى ( تحييد الجيش ) بين القوى السياسية عليه أن يدرك أن ذلك يتطلب وجود قوى سياسية ( ناضجة وغير متناحرة ، ورأى عام واعى وحر غير مستقطب بفعل الجهل أو العاطفة ) ، وهذه كلها شروط لا تتوافر فى الحالة المصرية ، ذلك (  لأسباب تاريخية ) معلومة للجميع .

إلا إن تحقيق هذه الشروط ممكن بالعمل على ( رفع الوعي الثقافى ، ودفع المجتمع بأتجاه المشاركة السياسية الفاعلة ضمن ضمانات للنزاهة والشفافية بعيدة عن الفساد والتزييف المتعمد للأرادة الشعبية وتلك ( مسئولية السلطة ) بلا مواربة فى إحداث ( أصلاح سياسى ) حقيقى و تراكمى ، ذلك بالتوازى مع محو أمية الشريحة الكبيرة من المصريين ) ، ( وأن يجلس الفرقاء على مائدة واحدة متجاوزين المصالح الضيقة ) متفقين على ( أن مصر هى الغاية وليس السلطة ) ، فى هذا السياق تصبح الدعوة ( للحوار الوطنى ) فرصة للتوافق حول أولويات العمل فى المرحلة المقبلة ،  بما يتفق مع أفتراضات الجمهورية الجديدة .

إننا وعلى أختلاف ( توجهاتنا الفكرية والأيدلوجية ) ، يجب أن نعى أن ( الحفاظ على الجيش متماسكا" ) بعيداً عن الصراعات السياسية هو ضمانة الحفاظ على ( الجبهة الداخلية ) متماسكة كظهير يرتكن إليه الجيش عند أى عدوان خارجى وسط أوضاع إقليمية وعالمية مضطربة .

إن الدعوة الآنية للتظاهرات ما هى إلا مرادف ( لتمجيد الفوضى ) ، وأن تصبح شعارات يناير و٣٠ يونيو ( خريف مصر ) وليس ربيعها .

#ياسر_جابر