ياسر جابر

منذ سنة · 1 دقائق وقت القراءة · ~10 ·

التدوين
>
مدونة ياسر
>
القاهرة

القاهرة

المشهد

كانت ( التناقضات ) فى بناء ( الدولة المصرية ) قائمة ولازالت ؛ لكن بحدة أقل عن نظيراتها فى الأقليم ؛ فوحدة الأصل والجغرافيا والتاريخ الممتد واللغة ؛ كلها عوامل ( تعزيز ) ترابط وتماسك بناء الدولة .
كما ولم تكن ( العقيدة ) أبدا" مصدر أى مشكلة للمصريين ؛ فالتوحيد ك ( موقف من الوجود ) ؛ وتقبل الآخر والتعايش معه ؛ والوسطية ؛ والتسامح...كلها من سمات شخصية المصريين .

التناقض والأختلاف قائم فى خلل بناء المجتمع ومؤسساته ؛ وعلاقات العمل وعوائده ؛ والتركيب الطبقى ؛ والسلطة ( فى طريقة الوصول إليها وتداولها ) ، وما يرتبط بذلك كله من قيم وتوجهات وممارسات .

تلك الحالة هى ما جعلت المشهد المصرى فى السنوات الثلاث من 2011 وحتى 2014  ؛ فى حالة سيولة ، إلا أنه وعلى النقيض فى حالة عدم انفراط تنم عن ( رابطة ما ) تجمع بين مكونات هذا الشعب ؟

هنا وفى مصر تحديدا" ؛ وهذا هو ما دفع إلى أحتواء الأوضاع وعدم تفاقمها إلى ما يشبه ( الأحتراب الأهلى ) كما جرى فى ليبيا واليمن وسوريا ، رغم تردى وصعوبة الواقع السياسى والأقتصادى والأجتماعى...أن اللاعب الأقوى على الساحة الداخلية ؛ رغم قوة ( الضغوط الخارجية ) ؛ هو الجيش ؛ وهو الذى دائما" ما حظى ب ( مكانة ) خاصة لدى المصريين .

لذلك تم تفكيك الصراع على السلطة عقب ثورة 25 يناير ؛ سريعا" لصالح اللاعب الأقوى على الساحة والأكثر تنظيما" وتأثيرا" وقبول شعبى ، وذلك رغم التفاوت فى الترحيب الدولى ؛ الذي سرعان ما وصل إلى حالة من ( الشراكة ) الآن ؛ بين الدولة المصرية وبين كبرى دول ومؤسسات العالم  ؛ فى كل ما يجرى الأعداد له وتنفيذه من مشروعات تنموية ؛ و ( تمدد عمرانى ) يعكس بسط ( النفوذ الأدارى ) للسلطة المصرية بفاعلية على مختلف الأقاليم والمناطق الواقعة داخل حدود الدولة ؛ بما يسمح بتسهيل الوصول ( إليها ومنها وبها ) وهذا تطور كبير ؛ كذلك وفى التقارب والتفاهمات والمباحثات فى القضايا الأقليمية ؛ التى تخص الشأن المصرى وتؤثر فيه من قريب أو بعيد .

صحيح تم احتواء الصراع ؛ لكن هذا لا ينفى أن التناقضات فى ( البناء السياسى وهرم السلطة ) فى مصر ؛ لازالت كامنة فيه ، لكن بحدة أقل من أن تؤثر فى المسار السياسى ( القائم ) حاليا"...
ليس بفضل ( سيطرة الجيش على مفاصل الدولة ) فقط ؛ ولكن أيضا" ( بقبول شعبى من قطاعات وفئات كبيرة ) ؛ لم ترى خيار أفضل من قادة الجيش وسط كل من ( تنافسوا أو تصارعوا ) على السلطة ؛ رغم ( التحفظات والأنتقادات )  التى تطال ( الأداء السياسى الذى فرضته الطبيعة العسكرية ) .
فى نفس السياق لا نغفل ( الوعى الجمعى المصرى ) ب ( موقع وموضع )  مصر من العالم ؛ والموقف من ( قضاياه وصراعاته وحروبه ) ، ذلك الوعى الذى يفترض ويفرض أن تتصدر المؤسسة العسكرية مشهد ( المواجهة ) ؛ إذا ما احتدم الصراع .

هنا تتقلص دائرة القضايا التى يثار بشأنها الجدل ، وتزداد بخصوصها الضغوط الدولية ؛ والنداءات الداخلية لتنحصر فيما يتعلق ب...( الحريات والمعلومات والشفافية والمحاسبة ) ؛ وما يرتبط بهذا كله من ترتيبات واجراءات وممارسات ؛ بكل ما يمثله ذلك من شأن داخلى تم تحييد قوى التأثير عليه .
مع العلم أنها كلها ( قضايا سياسية أجتزأت من أبعادها الأقتصادية والأجتماعية ) لغرض ما ؟

صحيح هى قضايا ( عصرية ) ؛ فرضتها التطورات الحضارية على ( الوعى الأنسانى ) ؛ وباتت بمثابة أدوات ضغط خارجية ؛ وتنادى بمراعاتها أصوات ( أصلاحية ) و ( معارضة ) فى الداخل ؛ ليس تعبيرا" عن ( أجندات أجنبية ) ؛ بقدر ما هو أنطلاقا" من رؤية ( تراعى الأولويات والخصوصية المصرية ) دون تخوين لأصحابها .

والحق أنها أصوات لها الكثير من المنطق فى القبول ؛ لما لمراعاة هذه الأبعاد من أثر فى ( فلسفة وتركيبة وتوجهات ) السلطة المصرية داخليا" ؛ كما ولها على مستوى ( الدبلوماسية الخارجية ) أثر فى تفكيكها لقضايا العالم ؛ وما تحمله من ( ضغوط ) ؛ وأدارتها للملفات المصرية ؛  أنطلاقا" من ثوابت مصر ومواقفها من ( هذا العالم وقضاياه وصراعاته وحروبه ) بما فيها ( اسرائيل ) ؛ وبالمناسبة...( تلك الثوابت مسألة يجب أن تكون واضحة وغير قابلة للألتباس ) .

لكنها تظل أصوات غير فاعلة فى حركة المشهد الداخلى فى مصر ( لتناثرها على الساحة أو انسحابها منه ) ، حتى وإن جرى زيادة الضغط بشأنها وتضخيم بعض قضاياها والمتاجرة بها من وقت لآخر .

يبقى أن نشير أن هناك حراك تاريخى ؛ يسمح بتشكل وعى أنسانى عالمى مشترك ؛ يعتمد ( قيم ) ما... ؟ حول الأنسان والعالم والكون...يتقارب منها ويتنافر ما يتنافر ؛ ويظل ( الأنسان المصرى ) شريك فى هذا ( السجال التاريخى ) الدائر .

وتبقى قدرة الأصوات الأصلاحية والمعارضة على ( تنظيم الصفوف وتمديد قواعدها وترتيب الأولويات وأعداد الكوادر ) ، كما ومرونة السلطة فى مصر على تمرير أصلاحات جوهرية ومتعاقبة ومتراكمة ؛ فى هيكل البناء الأجتماعى ، وعلاقات الملكية والثروة والسلطة ؛ هو مدخل حل ( تناقضات الدولة المصرية ) ؛ وضمانة ( السلم العام ) ؛ والأهم هو ما يمثله ذلك من خطى حثيثة نحو مواكبة ( التحولات والتطورات الحضارية ) الحاصلة
.
.
أنظر حولك

#ياسر_جابر 

السياسة
التعليقات

مقالات من ياسر جابر

عرض المدونة
منذ 9 أشهر · 1 دقائق وقت القراءة

أكتسبت ( الأرض ) فى السنوات الأخيرة عوائد ومزايا كبيرة ك ( مخزون للقيمة ) ، جنب بجانب ( الذهب والدول ...

منذ سنة · 1 دقائق وقت القراءة

( الجين ) يسبق ( العقيدة ) بكل تجلياتها ( الروحية والثقافية وحتى العسكرية ). · كلاهما الجين والعقيدة ...

منذ سنة · 1 دقائق وقت القراءة

القوة أصل كل سلطة وجوهرها · القوة تعنى القدرة على الفعل والتأثير · القوة وإن يمكن تصنيفها والتمييز ب ...

قد تكون مهتمًا بهذه الوظائف

  • Kounsel

    Digital Marketing Intern

    تم العثور عليها في: DrJobEn EG S2 - منذ أسبوع


    Kounsel Cairo, مصر

    Are you a recent graduate passionate about digital marketing Are you seeking a remote opportunity to apply your skills and gain valuable experience in a dynamic innovative and international environment Look no further Were currently seeking a motivated and creative individual to ...

  • TeacherOn

    Online English Speaking tutor

    تم العثور عليها في: beBee S2 EG - منذ يومين


    TeacherOn Giza, مصر دوام جزئي

    i need to be professional in English speaking/writing · Level: Bachelors/Undergraduate · Gender Preference: Preferably female · Meeting options: · Available online - via skype etc. ...

  • IAP Worldwide Services

    Recreation Specialist

    تم العثور عليها في: DrJobEn EG S2 - منذ يوم


    IAP Worldwide Services Cairo, مصر

    Responsibilty: · Perform surveys to gauge the needs and interests of the community. · Reach out to instructors or facilitators to run activities. · Schedule class times and post the information either online or at the community center. · Book the necessary venues for activities. ...