القاهرة

واقع العالم حاليا" ، من المفترض أن يدفع العرب الأن وأفضل من أى وقت مضى ، يدفعهم إلى ( التكتل والتكامل ) والترابط والوحدة .

تعبئة الفوائض والقدرات البشرية والموارد الطبيعية وأدوات الإنتاج ، بما يضاعف من معدلات التراكم الرأسمالى اللازم للأستثمار والتشغيل والتنمية والتطور ، بات ضرورة ملحة .

صارت ضغوط الأقتصاد العالمى بلا مبالغة تهديدا" للسلم والأمن العام العربى القومى والمحلى ، عنها فى أى وقت عن ذى قبل ( لبنان مثال ) .
ذلك إلى الحد الذى بات من الضرورى معه تحرير الأقتصاديات العربية من التبعية لمراكز النفوذ فى الأقتصاد العالمى ، والحد من استيراد المشكلات المزمنة لذلك النظام الأقتصادى وأزماته الدورية ( التضخم ) مثال ، بدلا" من التكيف مع أثاره .

مشكلات ( التمويل والأمن المائى والطاقة والغذاء ) ، ( تراجع الأنتاج والقدرة الشرائية مع زيادة معدلات الأستهلاك ) ، و ( زيادة معدلات الفقر ) ، وبالتالى ( تراجع كافة مؤشرات التنمية البشرية والأجتماعية ) ، كلها نتاج ذلك الأندماج غير المتكافئ فى النظام الأقتصادى العالمى. واختلال عوائده .

فى كل البقاع العربية ، ف ( الأوضاع أمنيا" وأقتصاديا “ وأجتماعيا “ ) ، من الخليج إلى المحيط ، تفرض عمل حقيقى وليس شكلى ، وتنسيق للجهود بين العرب وبعضهم ، فى كل الأنشطة والممارسات والمجالات ، تعزيزا” للروابط ودفعا” بالأوضاع إلى التحسن والتطور فى معالجة المشكلات المزمنة على كل المستويات ، فى أطار من الوحدة والمسئولية المشتركة .

كل ما يجرى عالميا" ( يفرض مسئوليات وأدوار متعاظمة على الحكومات ) ، كما يفرض بدوره ( حتمية  أحداث تغيير وتطور مستدام فى أنظمة وسياسات الحكم ) من حيث (  أدارتها للموارد الطبيعية والأمكانات البشرية ) بما يلبى الحاجات والحقوق الأنسانية .
توحيد الرؤى والمواقف لزيادة ( التأثير والفاعلية ) فى عملية صنع القرار على الصعيد العالمي ، خصوصا" فى القضايا ذات التأثير المشترك الأمنية والأقتصادية ، كل أصبح ضرورات بقاء لشعوب المنطقة .

ذلك تحول فاصل فى ثقل وقوة ( الموقع العربى والأسلامى بين حضارات العالم ) وفى حجم وفاعلية التأثير داخل منظماته ومؤسساته .
تعزيز تلك الفاعلية فى ( صنع القرار واستقلاليته ، والتحرر من قيود الأقتصاد العالمى ) بمشكلاته وصراعاته ، و ( استثمار تحولاته ) ، كل يدفع إلى تزايد القدرات الفردية والجماعية للدول العربية على كل مستوياتها ( الأقتصادية والأجتماعية وحتى العسكرية ) .

قضايا الأرهاب ، ومواجهة سعى أيران لفرض موطأ قدم فى الخليج شرقا" بما أفضت إليه مجريات ونتائج  النزاع فى العراق واليمن ، وفى قلب تلك القضايا ( أسرائيل ) ، سوريا بين أعادة الأعمار واحتلال الجولان والتعدى التركى على مناطق الشمال منها ، الوضع فى القرن الأفريقي فى الصومال والسودان جنوبا" ، ليبيا فى انقسامها السياسى والأمنى والتدخلات الخارجية فى شئونها الداخلية .

كلها ضرورات بقاء وتحديات وجودية عربية تفضى حتما" عند أى ( ضمير أخلاقى ) للشعوب والأنظمة على السواء ، إلى الدفع بأتجاه ( تحول تاريخى ) هام فى ( موقع وأدوار ) المنطقة وشعوبها ، كحصاد طبيعى لمقومات ( الجغرافيا والتاريخ والثقافة ، والعقيدة فى العمق من مفهوم الهوية ) .

من هنا يصبح ( تجاوز مشكلات القرن الماضى وأثاره التاريخية ) ، والسعى الدؤوب نحو التكتل والتكامل ، و( أصلاح السياسات وأليات ومؤسسات العمل الدبلوماسى والشعبى العربى المشترك ) ، و( تعزيز الترابط والأعتماد المتبادل بشكل ثنائى ومناطقى وجماعى ) فى الثروات والتقنيات والكفاءات ، يصبح كله ( ردة فعل ) طبيعية وفاصلة فى ( استثمار زخم الموقع الجغرافى والحضارى العربى والأسلامى ) ، بين ( الأمم والقوميات ) فى خضم التفاعلات الحضارية الحاصلة .
#ياسر_جابر