القاهرة

القوة أصل كل سلطة وجوهرها
القوة تعنى القدرة على الفعل والتأثير
القوة وإن يمكن تصنيفها والتمييز بين أنواعها ، ألا أنها تتداخل فيما بينها ، لتصنع بداخل كل منا كأفراد مزيج فريد من نوعه .

تنقسم القوة إلى...
- فيزيقية ( لها وجود مادي وحسي )
- عقلية ( تتعلق بالأفكار )
- روحية ( عقائدية )
- نفسية ( تتعلق بالشخصية )

كلما زادت درجة الأتساق بين عناصر القوة ، كلما زادت فاعليتها وامتد تأثيرها ، والعكس صحيح...بحيث أنه كلما زاد التنافر وعدم الأتساق بين عناصر القوة ، كلما شكلت بناء هش وغير مترابط ، لا يقدر على الفعل ولا يقوى على التأثير .

بمعنى أخر...تتناسب القوة طرديا" مع درجة اتساق وترابط
عناصرها .

ما ينطبق هنا على الفرد ينطبق بالضرورة على المجتمعات والشعوب ، فالأصل واحد هو الأنسان .

إن القاعدة الدستورية التى تنص على (  أن الشعب مصدر السلطات ) ، تقتضي أن يملك ذلك الشعب من مقومات القوة وأدواتها ما يسمح له بقدر وافر من القدرة على الفعل والتأثير ( على الأشياء والطبيعة ومجمل الحياة الاجتماعية والعلاقات الدولية ) .
تستمد تلك القاعدة الدستورية قوتها ونفوذها من قوة كل فرد من أفراد المجتمع .

هى قاعدة مستقرة فقط فى المجتمعات التى قطعت شوط كبير على طريق التنمية الاقتصادية والحقوق والحريات والمشاركة السياسية وبناء الفرد بشكل عام .

وعلى الرغم من نص كل دساتيرنا على أن الشعب مصدر السلطات ، ألا أن الواقع بعيد تماما" عن ما جرت به الأقلام !
ذلك نتيجة تعثر جهود التنمية الاقتصادية على مدى عقود ، فضلا" عن اختلال ميزان توزيع الثروة وغياب مفهوم العدالة الاجتماعية والذى سمح بتركيز القوة لصالح شريحة صغيرة من أفراد المجتمع ، وترتب عليه إقصاء وتهميش الغالبية العظمى من أفراد المجتمع فى الداخل ، وتبعية القرار السياسى والأقتصادى للخارج ، وأفراغ العملية السياسية من جوهرها القائم على التنظيم والتعددية والحرية والمساواة والمشاركة والشفافية والمحاسبة ، وهو ما انعكس على طبيعة مؤسسات الدولة من حيث البناء والأهداف والأدوار .

هكذا هو الواقع الذى يحتاج تغييره عمل شاق ودؤوب ومدى زمنى طويل على كافة الأصعدة بشكل متوازى دون خلل .

#ياسر_جابر